2025: صناعة البلاستيك المعاد تدويره - هل وصلت نقطة التحول الذهبية؟(3)
توسيع مجالات التطبيق
اليوم، تُستخدم المواد البلاستيكية المُعاد تدويرها بفعالية في مختلف المجالات الصناعية، وأصبحت قوةً أساسيةً في دفع عجلة التنمية المستدامة. وتتمتع هذه المواد بنطاق استخدام واسع، يشمل العديد من الصناعات الحيوية، مثل التعبئة والتغليف والبناء والسيارات، وتتميز في كل مجال بمزايا فريدة وإمكانات تطوير هائلة.
في صناعة التعبئة والتغليف، يُستخدم البلاستيك المُعاد تدويره على نطاق واسع، حيث يمكن العثور على آثاره في كل مكان، من الزجاجات والأكياس البلاستيكية اليومية إلى أنواع مختلفة من صناديق التعبئة والتغليف. ومع تزايد الوعي البيئي لدى المستهلكين، يتزايد الطلب على مواد التعبئة والتغليف المستدامة بشكل متزايد. وبفضل مزاياها، مثل الحفاظ على البيئة وانخفاض تكلفتها، أصبحت المواد البلاستيكية المُعاد تدويرها الخيار الأول للعديد من الشركات. ووفقًا للبيانات ذات الصلة، بلغ حجم المبيعات العالمية من البلاستيك المُعاد تدويره لتغليف الأغذية 3.35 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 5.079 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.1% (2025-2031). ويُظهر هذا الاتجاه النمو بوضوح الآفاق الواسعة لسوق البلاستيك المُعاد تدويره في مجال التعبئة والتغليف.
في قطاع البناء، يلعب البلاستيك المُعاد تدويره دورًا هامًا. فهو يُستخدم على نطاق واسع في تصنيع ألواح البناء والأنابيب ومواد العزل الحراري وغيرها، مما يُقلل تكاليف البناء ويُعزز أيضًا الأداء البيئي لمواد البناء. لنأخذ ألواح البناء البلاستيكية المُعاد تدويرها كمثال: تتميز بمزايا مثل خفة الوزن والمتانة العالية ومقاومة التآكل، مما يُقلل بشكل فعال من وزن المباني ويُطيل عمرها الافتراضي. علاوة على ذلك، يُمكن أن يُحسّن استخدام مواد العزل الحراري البلاستيكية المُعاد تدويرها أداء العزل الحراري للمباني بشكل كبير، ويُقلل من استهلاك الطاقة، ويُساهم في تحقيق أهداف ترشيد استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات في قطاع البناء. تُظهر البيانات ذات الصلة أن حجم السوق العالمية لمواد البناء البلاستيكية المُعاد تدويرها استمر في النمو من عام 2019 إلى عام 2024.
في صناعة السيارات، أصبح استخدام البلاستيك المُعاد تدويره اتجاهًا رائجًا تدريجيًا. ويُستخدم على نطاق واسع في مكونات متنوعة، بدءًا من الأجزاء الداخلية للسيارات، مثل المقاعد ولوحات العدادات، وصولًا إلى أغطية هياكل السيارات، مثل المصدات وألواح الأبواب. وهذا لا يُقلل وزن السيارات ويُقلل استهلاك الطاقة فحسب، بل يُقلل أيضًا من التلوث البيئي. ومع تزايد اهتمام صناعة السيارات بحماية البيئة والتنمية المستدامة، ستتسع آفاق استخدام البلاستيك المُعاد تدويره في مجال السيارات. ومن المتوقع أن تصل قيمة الإنتاج العالمي من البلاستيك المُعاد تدويره للسيارات بحلول عام 2030 إلى 1.686 مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 29.2% خلال الفترة 2024-2030. وتُعد أوروبا، كمنطقة متقدمة في صناعة السيارات، رائدة في استخدام البلاستيك المُعاد تدويره، حيث تُمثل حوالي 75% من حصة السوق؛ كما تشهد أسواق الصين وأمريكا الشمالية نموًا سريعًا، حيث تُمثل 15% و5% من حصة السوق على التوالي.
التحديات والفرص تتعايش
إن مسار تطور صناعة البلاستيك المُعاد تدويره ليس سلسًا، بل هو متشابك مع التحديات والفرص. ولا يمكن للصناعة أن تسعى إلى تجاوز الصعوبات واغتنام الفرص في خضم التغيرات إلا من خلال إدراك هذه التحديات والفرص بوضوح.
يُعدّ نظام إعادة التدوير غير المكتمل مشكلةً رئيسيةً تواجه صناعة البلاستيك المُعاد تدويره. ففي الوقت الحالي، لا يزال نظام إعادة تدوير نفايات البلاستيك المحلية في الصين يعاني من قصورٍ في الأداء: فقنوات إعادة التدوير متناثرة، وتفتقر إلى معايير وقواعد موحدة. وهذا يؤدي إلى انخفاض كفاءة إعادة تدوير نفايات البلاستيك وعدم استقرار الإمدادات. وفي بعض المناطق الريفية، وبسبب نقص تغطية منافذ إعادة التدوير، تُرمى كميات كبيرة من نفايات البلاستيك عشوائيًا أو تُحرق، مما يُهدر الموارد ويُلوث البيئة بشدة. علاوةً على ذلك، يُصعّب عدم تناسق المعلومات في مجال إعادة التدوير على شركات إعادة التدوير تحقيق تواصلٍ فعّال مع مُصنّعي المنتجات البلاستيكية، مما يُعيق تطور هذه الصناعة.
تُعيق العوائق التكنولوجية تطور صناعة البلاستيك المُعاد تدويره إلى حد ما. فلا يزال أداء وجودة بعض المنتجات البلاستيكية المُعاد تدويرها دون مستوى البلاستيك الخام، مما يُقيد نطاق استخدامها. في مجال المعدات الإلكترونية المتطورة، يصعب حاليًا تلبية احتياجات البلاستيك المُعاد تدويره نظرًا لمتطلبات الأداء العالية للمواد. علاوة على ذلك، على الرغم من أن بعض تقنيات ومعدات إعادة التدوير المتقدمة - مثل تقنيات إعادة التدوير الكيميائي ومعدات الفرز الذكية - تتمتع بمزايا كبيرة في تحسين جودة البلاستيك المُعاد تدويره وكفاءة الإنتاج، إلا أنه يصعب الترويج لها وتطبيقها على نطاق واسع في هذه الصناعة نظرًا لارتفاع تكلفتها.
رغم التحديات العديدة التي تواجهها صناعة البلاستيك المُعاد تدويره، فإنها تُبشر بفرص تطوير غير مسبوقة. وقد ضخّ الدعم السياسي القوي زخمًا قويًا في تطوير هذه الصناعة. وقد ساهم تطبيق سلسلة من السياسات، مثل الخطة الخمسية الرابعة عشرة لمكافحة تلوث البلاستيك، والآراء التوجيهية بشأن تنسيق ترشيد الطاقة، وخفض انبعاثات الكربون، واستخدام إعادة التدوير لتسريع تجديد المنتجات والمعدات وتحويلها في المجالات الرئيسية، في تحديد أهداف إعادة التدوير بوضوح، ودفع صناعة البلاستيك نحو تحقيق تقدم كبير نحو التنمية الخضراء، وتوفير بيئة تطوير مواتية وفرص تطوير أكبر لشركات البلاستيك المُعاد تدويره.
أدى نمو الطلب في السوق إلى توسيع آفاق تطوير صناعة البلاستيك المُعاد تدويره. ومع استمرار تحسّن الوعي البيئي العالمي، يتزايد الطلب على المواد الخضراء والمستدامة من المستهلكين والشركات. واستنادًا إلى خصائصه البيئية، يُستخدم البلاستيك المُعاد تدويره على نطاق واسع في مجالات مثل التعبئة والتغليف والمنسوجات والسيارات. ففي صناعة التعبئة والتغليف، بدأت المزيد من الشركات في استخدام البلاستيك المُعاد تدويره لتصنيع مواد التعبئة والتغليف لتلبية طلب المستهلكين على المنتجات الصديقة للبيئة. أما في صناعة السيارات، فيُستخدم البلاستيك المُعاد تدويره في تصنيع مكونات مثل دواخل السيارات ومصداتها، مما يُقلل من وزن السيارات ويُقلل من استهلاك الطاقة، ويُقلل أيضًا من التلوث البيئي.